يقول الكاتب والاديب مصطفى الرافعى
لو اننى سئلت ان اجمل فلسفة الدين الاسلامى كلها فى لفظين لقلت
انها ثبات الاخلاق
ولو سئل اكبر فلاسفة الدنيا ان يوجز علاج الانسانية كلها فى حرفين
لما زاد على القول
انها ثبات الاخلاق
ولو اجتمع كل علماء اوروبا ليدرسوا المدنية الاوروبية
ويحصروا ما يعوزها فى كلمتين لقالوا
ثبات الاخلاق
فالاخلاق قيمة انسانية عظيمة بعث الله بها الرسل لسعادة البشر
ثم جاء خاتم الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم
ليتمم مكارم الاخلاق فقال عليه الصلاة والسلام
انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق
فالاخلاق تسعد الامم وترتقى وبدونها يكون الشقاء والانحدار فكم من امم
ملكت الدنيا باخلاقها ثم انفرط عقدها
بتفريطها فيها
فهل نعى نحن المسلمين الدرس جيدا
حيث لم يعد لنا سوى التمسك بالاخلاق
لم تعد الاخلاق ذات معنى او قيمة فى هذاا الزمان
هكذا يظن الكثيرون
فحين تخلو حياتنا من الاخلاق تصبح العيشة مرة
كما يقال وتصير الحياة صعبة بل تكاد تكون مستحيلة
حينما تغيب الاخلاق
انانية تعاسة نصب تدليس
لامبالاة هذه حياتنا بلا قيم
فى المدرسة احزاب وغش منظم
فى المواصلات غياب الذوق والامانة
فى الاسرة انانية وعدم تحمل المسئولية
الاخلاق جنة الدنيا ونعيم الاخرة فلماذا نفرط فيها
التضحية بالنفس والمال اعلى مراتب الخلق الاسلامى
تحسين الاخلاق فى الكبر ليس مستحيلا
ولنا فى الصحابة اسوة
قال صلى الله عليه وسلم
انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وكان المقصد النهائى من رسالته
مقصد اخلاقى فقط
وعن انس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم
انه قال
ذهب حسن الخلق بخيرى الدنيا والاخرة
ومما يدلل على سمو مكانة الاخلاق
فى الاسلام ان اكثر من ثلاثة ارباع
ايات القران تناولت المعاملات وقواعد السلوك
والعلاقات بين الناس
كما كانت عناية علمائنا القدامى واضحة
فقد افرد حجة الاسلام الامام الغزالى مجلدا
كاملا عن المنجيات من الاخلاق
واخر عن المهلكات وذلك فى الاحياء
وكذلك فعل المقدسى والحكيم والترمذى
والمحاسبى فى كتابه العظيم
الرعاية لحقوق الله