لم تكن ام سليم تتصنع البذل امام الناس وتنساه فى نفسها
وانما العجب حالها فى بيتها من عناية بزوجها ورضا بقسمة ربها
تزوجت ام سليم ابا طلحة ورزقت منه بغلام صبيح
هو ابو عمير وكان ابو طلحة يحبه حبا عظيما بل كان
صلى الله عليه وسلم يحبه ويمر بالصغير فيرى معه طيرا يلعب به
اسمه النغير فكان يمازحه ويقول
يا ابا عمير ماذا فعل النغير
فمرض الغلام فحزن ابو طلحة عليه حزنا شديدا
حتى اشتد المرض بالغلام يوما وخرج ابو طلحة فى حاجة الى رسول الله
وتاخر عنده فازداد مرض الغلام ومات وامه عنده
بكى بعض اهل البيت فهداتهم وقالت
لاتحدثوا ابا طلحة بابنه حتى اكون انا احدثه
فوضعت الغلام فى ناحية من البيت وغطته واعدت لزوجها طعامه
فلما عاد ابو طلحة الى بيته سالها كيف الغلام
قالت هدات نفسه وارجو ان يكون قد استراح فتوجه عليه ليراه
فابت عليه وقالت
هو ساكن لا تحركه ثم قربت له عشاءه فاكل وشرب
ثم اصاب منها ما يصيبه الرجل من امراته
فلما رات انه قد شبع واستقر قالت
يا ابا طلحة ارايت لو ان قوما اعاروا عاريتهم اهل بيت فطلبوا
عاريتهم الهم ان يمنعوهم
قال لا
قالت الا تعجب من جيراننا
قال ما لهم
قالت اعارهم قوم عارية وطال بقاؤها عندهم
حتى راوا ان قد ملكوها فلما جاء اهلها يطلبونها
جزعوا ان يعطوهم اياها
فقال بئس ما صنعوا
فقالت هذا ابنك كان عارية من الله وقد قبضه اليه فاحتسب ولدك عند الله
ففزع ثم قال والله ما تغلبينى على الصبر الليلة
فقام وجهز ولده فلما اصبح غدا على رسول الله فاخبره
فدعا لهما بالبركة
قال راوى الحديث
فلقد رايت لهم بعد ذلك فى المسجد سبعة اولاد كلهم
قد قرا القران فانظرى كيف ارتفعت بدينها
عن شق الجيوب وضرب الخدود والدعاء بالويل والثبور
هل رايتم امراة توفى ابنها وتقوم بخدمة زوجها وتهيىء له نفسها
بل هل رايتم الطف من لطفها او الين من طريقتها