ليس التزامن بين الهجوم الصهيونى الضارى على اخواننا فى فلسطين ولبنان والضجة التى
اثيرت حول فيلم مصرى يتضمن مشاهد وحوارات اباحية مجرد مصادفة فالهجوم
والضجة يجمعهما سياق تاريخى وانى واحد وايضا هدف مشترك ذلك انه بينما تتوغل
اله الحرب الصهيونية فى الجسد الفلسطينى واللبنانى بضراوة وقسوة وفى ظل صمت
عربى يصل الى حد التواطؤ تتمخض الضجة عن انتصار الاباحية وعرض الفيلم دون
حذف اى من مشاهده رغم جهود اعلاميين ومثقفين مخالصين للتحذير من الفيلم
والمطالبة بعرضه على لجان مشاهدة برلمانية محايدة للحكم عليه
هكذا يتعدد الرماة والهدف واحد
تتعدد الوسائل والمقصد الانسان العربى والمسلم روحه واخلاقه بل حياته فهذا
الانسان اليوم بين شقى الرحى التصفية الجسدية والابادة الاخلاقية اذا نجا من قذائف
العدو اصطادته مخططات تستهدف اغتيال قيمه وتحييد احكامه الاخلاقية بحيث
يالف المنكر ويعتاده فلا ينهى عنه بل ولا يستنكره وربما يستغرب المعروف والصواب
ويجد فيهما شذوذا عن السائد وخروجا على المالوف
لقد نجحت هذه المخططات او كادت فمراى الكاسيات العاريات فى الشوارع لم يعد يستنفر
الا قليلين والخروج السافر على الاخلاق صار اضعف من ان يحرك النخوة والغيرة الا
عند قليلين ايضا اصبح الشواذ يدافعون عن اختيارهم باستماتة وقحة فاذا تصدى
لهم احد اتهم بالتزمت والرجعية ومعاداة حقوق الانسان
صار العرى والمشاهد الاباحية فى الافلام والمسلسلات قاعدة فنية يصنف منتقدوها
على انهم اعداء الابداع وحرية التعبير
اخى الانسان كم تضيق امامك يوما بعد يوم مساحة الاختيار حتى ياتى يوم تعجز فيه
حتى عن اختيار الموت الجسدى او الاخلاقى او التشبث بالمنطقة الوسط مدافعا عن حقك
وحق غيرك فى الحياة الكريمة فى ظلال القيم والاخلاق ومستعدا لدفع ثمن هذا الاختيار
ترى هل هناك ما يمكن ان نفعله قبل ان ياتى هذا اليوم