فى منتصف الطريق نقف نتامل ما فات ونقيمه ونستشرف ماهو ات ونستعد له بروح متحمسة نشطة
او بروح فاترة واهنة
فقد تدافعنا على الباب الرمضانى الرحيب لندخل عالما روحانيا اكثر رحابة تحركنا اللهفة ويدفع خطانا
الشوق الى نفحات رائعة لا نستشعرها فى غير رمضان ووهج طاعات لها فى هذا الشهر مذاق مختلف اكثر حلاوة
وريا للنفوس العطشى
ومر ما مر من ايام شهرنا المتسارعة مر ونحن لانكاد نشبع ونرتوى من عطاياه السخية وفرص الاجر السانحة
التى يسعد من يغتنمها ويشقى من يفرط فيها
ونحن اليوم على مفترق الطريق وراءنا سويعات رمضان الفائتة وامامنا ايامه الحلوة الاتيه وما زالت الفرص
سانحة والعطايا دفاقة والمساجد مضاءة بانوار القيام والبيوت عامرة ببركة ورزق يتفرد بهما هذا الشهر الكريم
ترى ماذا نحن فاعلون فيما بقى من رمضان وهل ما زالت جذوة الطاعة مشتعلة ام ان هواء اغراءات الحياة
وبريق الاعلام الزائف كادا ان يطفئاها
هل سنكتفى بما مضى ونخرج من سباق الطاعة مهزومين
هل سنمن على الله بما فعلنا ونضن بالصحة على صلاة القيام وبالمال على الصدقة وبالوقت على اصلاح
ذات البين وبالعلم على تبليغ امر الله وبالعون على المكروبين وبالابتسامة على القلوب المحزونة
نحن الان امام اختبار لمصداقيتنا مع الله واحترامنا لانفسنا واما ممحك يصمد فيه اصحاب النوايا
المخلصة والعزائم الفتية ويسقط ادعياء الاخلاص واصحاب الارادات الواهنة اختبار نكتشف فيه
انفسنا ونعرف من نحن واين مكاننا على خارطة الطاعات وما ترتيبنا فى قائمة المتاجرين مع الله
وندرك هل نحن من القانعين بالطاعة على حرف ام الطامحين لارتقاء اعلى درجات القرب من الله
فى منتصف الطريق نقف فلتكن وقفتنا قصيرة اقصر من ان تضيع علينا هنيهة لما هو
قادم ولنوسع الخطى على الطريق الرمضانى نصرع الاهواء ونقهر الضعف ونخضع
عنق النفس الامارة بالسوء وتتهدج انفسنا دعاء وضراعة وتهطل دموعنا توبة
وخجلا من الله ونمسك باهداب الايام الباقية علنا نفوز بالعتق من النار
ونخرج من رمضان باوفر غنيمة