عن ابى قتادة وابى الدهماء قالا
اتينا على رجل من اهل البادية فقلنا هل سمعت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم شيئا قال نعم سمعته يقول انك لن تدع شيئا لله عز وجل الا ابدلك الله به ما
هو خير لك منه وفى رواية اخذ بيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمنى مما علمه الله
تبارك وتعالى وقال انك لن تدع شيئا اتقاء الله عزوجل الا اعطاك الله خيرا منه رواه كله احمد
باسانيد ورجالها رجال الصحيح فى مجمع الزوائد الجزء العاشر باب فيمن ترك شيئا لله تعالى
ذكر ابن الجوزى فى كتاب ذم الهوى
انه كان ببغداد رجل يطلق بصره فى المحرمات ويتتبع الشهوات وزجر فلم ينزجر
فاجتاز اى فمر يوما بباب رجل نصرانى فاطلع داخل البيت فراى ابنة لهذا النصرانى جميلة فتعلق
بها قلبه فحاول ان يدخل اليها فمنع من ذلك حاول ان يتزوجها فحيل بينه وبين ذلك فلم يزل
يتتبع اخبارها ويراسلها حتى وقعت فى حبه وهامت به وعشقته فلم يزل كل واحد منهما يرسل الى الاخر
ويحاول ان يراها فلا يستطيع حتى اصابه فى عقله ما يشبه الجنون فحمل فالقى قى
المارستان وهو البيت الذى يحبس فيه المجانين فكان لا يزوره الا صديقا له ياتى اليه ويتفقد اخباره
ويخبره باخبار حبيبته وفى يوم من الايام اتت اليه امه فلم ينظر اليها ولم يكلمها فاشتكت الى
صديقه فاخذ بيدها ودخل على صاحبه وقال له ان فلانة حبيبتك ارسلت اليك رسالة مع امك
فاستمع اليها فكلمته امه فنظر اليها وسالها عن اخبار حبيبته وماذا قالت فبدات الام المسكينة
تخترع كلاما وتؤلف له قصصا وتقول انها تحبك وتود ان تراك ويقول لها ابنها حدثينى ولشتد
حبه وشوقه وخرجت امه وصديقه من عنده وبعد زمان اتى اليه صديقه يزوره فوجده متغير اللون
وضعفت صحته فساله ما الذى غير حالك
فقال لى فقد جاء الاجل وحان الوقت وما لقيت صاحبتى فى الدنيا وانا اريد ان القاها فى
الاخرة فقلت ستلقى خيرا منها فى الاخرة
فقال لا اريد الاهى
قلت لا سبيل لك الى ذلك وانت مسلم وهى نصرانية
فشهق باعلى صوته وقال فانى ارجع عن دين محمد واؤمن بعيسى والصليب الاعظم
فصحت به اتق الله ولا تكفر ما عند الله خير وابقى فبكى واخذ يشهق حتى مات
فتولى اهل المارستان امره
ومضيت انا الى تلك المراة فوجدتها مريضة فدخلت عليها وجعلت احدثها عنه
فلما علمت بموته صاحت وقالت
انا ما لقيت صاحبى فى الدنيا واريد ان القاه فى الاخرة وانا اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان
محمدا عبده ورسوله وانا بريئة من دين النصرانية
فنهرها ابوها فبكت واشتد بكاؤها
فقال ابوها خذها اليكم فلا اساكن من فارقت دينها قال فلم تلبث بعد ذلك الا يسيرا
وماتت
نعوذ بالله من الخذلان .....ووساوس الشيطان
وكم من امراة ورجل تلذذت منهما العينان واطربت الاذنان لكن عاقبة ذلك الذل والهوان
وعذاب النيران ولا يظلم ربك احدا
فمن استقام على دين الله عاش عيش السعداء وختم بخاتمة الاتقياء وحشر مع الاتقياء ورافق
الانبياء
اعلم انه من كان همه رضى الناس وليس رضى الله سخط الله عليه واسخط عليه من ارضاه فى
سخطه
اخش على نفسك من الوقوع فى العشق
اخش على نفسك من سوء الخاتمة
فعن عبد الله بن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان
احدكم يجمع خلقه فى بطن امه اربعين يوما ثم يكون فى ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون فى ذلك
مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله
وشقى او سعيد فو الذى لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا
ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه
وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها
متفق عليه
اعلم انه يبعث العبد على ما مات عليه
فعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث كل عبد على ما مات عليه
رواه مسلم