وماذا بعد رمضان

فها هو رمضان ارتحل وانقضت لياليه العامرة، وأجوائه العاطرة، ارتوينا من ينابيعه،
وارتقت فيه أرواحنا ، وصحّت أبداننا ، وسجدت الجباه لخالقها ، ... تَقَرُّبٌ إلى الله
بالفرائض والنوافل والدعاء والصدقة والعمرة والاعتكاف ...، نعم قد ودعنا ، ولكن لابد
من بعض الملاحظات :
-
بعض المسلمين إذا انقضى الشهر عادوا إلى ما كانوا عليه، وربما تهاونٌ أو
تقصيرٌ في العبادات، والحقيقة أن من علامات القبول، الاستمرار في الطاعة
وهذا دأب الصالحين والسلف من عباد الله ، فقد روي عن عائشة رضي الله عنها: (
إذا عملتُ عملاً لزمْتهُ ) ( رواه مسلم )، و(كان عمله ديمة – أي على
الدوام – وأيكم يستطيع ما كان يعمل رسول الله ) ( رواه مسلم ) .
-
الطاعة والعبادة ليست مرتبطة في شهر رمضان، وإن كان رمضان له من الخصوصية
والمزايا الكثيرة، ومن نافلة القول أن نقول أن ربَّ رمضان هو ربُّ شوال
وشعبان وسائر الشهور ... وهناك عبادات وفرائض ونوافل منبسطة على مدار العام
.. والتقرب إلى الله لا ينقطع إلاّ بالموت ( وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين )
( الحجر ، 99 ) .
- ويحث الشرع على ممارسة العبادة في كل الأحوال وعدم
النكوص عنها وليس المهم الكم بل الكيف والمتابعة : ( أيّ الأعمال أحب إلى
الله ؟ قال : أ دوم

ها وإن قل ..) ( البخاري ، 122/ Cool

وقال عليه السلام Sad

يا
عبد الله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل ) ( متفق
عليه )، والمداومة على الخير والطاعة وإن كان ذلك قليلا فهو أفضل عند الله
من تركه بالكلية ( فاتقوا النار، ولو بشق تمرة ) ( متفق عليه ) .
- أخي
المسلم : كلما داومت على الطاعة، وُفقت لحسن الختام، ومن رحمة الله أن من
خُتم له بعمل صالح، كان ذلك دلالة على حسن خاتمته، فعن رسول الله: ( إذا
أراد الله بعبده خيرًا استعمله. قالوا : كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل
صالح قبل موته ) ( رواه الإمام أحمد )، فإذا أحببت أن يُخْتم لك بخاتمة
السعادة فاستمر على ما كنت عليه في رمضان ... ولا تجعل الفتور يتملكك ،
فأنت خريج مدرسة إيمانية ألا وهي مدرسة الثلاثين يوماً في رمضان .
- ومن
ثمرات المداومة على العمل الصالح: الاتصال العميق بالله عز وجل، والبعد عن
الغفلة وتحصيل محبة الله تعالى ( ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى
أحبه ...) (ابن تيمية ، المجموع 58/10) ، وسبب للنجاة في الشدائد والملمات (
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) ( ابن رجب ، جامع العلوم والحكم
1/459 ) ، وسبب لمحو الذنوب والمعاصي ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) (ابن
حجر العسقلاني ، الأمالي المطلقة ، رقم : 131 ) .
- أخي الصائم: لكي
تستمر في ممارسة الطاعة والعبادة وعمل الخير بعد رمضان عليك: طلب العون من
الله عز وجل " ربنا لا تزغ قلوبنا .."(آل عمران ، Cool

، ثم التردد على
مجالسة الصالحين وأهل العلم والدعوة ومشاركتهم في الأعمال الدعوية
والتربوية ، إضافة إلى التعرف على سير الصحابة والأولياء فإنها ولاشك تبعث
في النفس الهمة والعزيمة ، كما أن أداء الفرائض ثم النوافل، والإكثار من
ذكر الله غذاء للقلب والروح وتعميق الصلة مع الله تعالى، ثم لا تنسى أن
تتجنب كل أنواع الملهيات والمفسدات .
- وأخيرا .. تذكر أنك صاحب رسالة
في هذه الحياة، إرشاد البشرية وتوجيهها وإنقاذها مما تعاني لكي تتوجه إلى
عبادة خالقها فكن قدوة، وكن مبادرًا وسباقًا من أجل تحقيق هذه المهمة
الجليلة " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من
المسلمين " (فصلت ، 33 ).

جزيتي خير غاليتي .....شكرا على الموضوع

شكرا على المرور

يعطيك العااافيه يا رب
موضوعك روعه ..

» وماذا بعد!!!!
» اختاه وماذا بعد الحجاب
» رمضان
» فى رمضان
» شهر رمضان