البارحة وامام اعيني البشر ساقوني معهم بلا تهمة ولا عذر
دفعوني لشاحنة حشرت فيها مع نساء من الحضر واخريات من الغجر
يحدقن بي من كل صوب فلا صورتي تشبه صورهم ولا هيئتي كاأصحاب الزلل
عزلت في غرفة معصوبة العيننين فتهمتي على حد قولهم لا تغتفر
ذهلت لوضعي فأنا لا اذكر اني فعلت شيئا سوى النوم بعدطويل ذلك السفر
ساعة او ساعتين من الصمت المطبق حتى جاء جلادي
وساقوني لقاعة لا اذكر فيها سوى كلمة قرأتها وهي العدل
لم أسمع صوت حاكمي ولكن نظراته اوقعت قلبي بشباك الذعر
و كمن اصاب أذنه الصمم انظر اليه يرفع يديه ومن غضبه يقتصر
واستدارت القاعة من حولي وتناثرت صوت البشر
ووجه حاكمي اختفى ليحل محله وجه شاهد المحكمة الاول
وهو يشير باصبعه نحوي ويقول عاقبوها ففعلتها نكراءفي قانون البشر
جناحي مال وانكسر لشدة ما ضرب على شباك ذلك المعتقل
وصوتي تقهقر وانكتم لشدة ماصرخت بانصافي ومنحي حقي بالدفاع عن نفسي لا أكثر
وعيني كفت عن النظر حين لمحت تهمتي على ارض المحكمة تدهسها اقدام من الحضر
فهاهنا تهمتي في اعلى الورقة مكتوبة امرأة جلست فتحت الدفتر ومسكت القلم
ضجيج من حولي واصوات لأناس مازالوا يشهدون بتهمتي
ويطالبون بسجني.........ذبحي لا أدري ما قال أخرهم وما قرر
ومن بين كل هؤلاء البشر خرج قاض يقال انه الناطق بالحكم الامثل وقال:
لن نسجنها ولن نقتلها ولن نسبب لها الضرر فنحن اصحاب حق وعدل
سنطلقها حرة تسمع ما تشاءوتجالس من ارادت فهي في النهاية من البشر
ولكن لسانها سيبقى ما دام داخل فمها ويدها ستبتر ان اقتربت القلم
فصفق الجميع من حوله وقالوا حق وعدل لا يختلف فيه اثنان من البشر