البطالة... هاجس يؤرق الحكومة السعودية

الرياض 5 ابريل /شينخوا/ رغم التطور الهائل الذي تشهده المملكة العربية السعودية في كافة مناحي الحياة وزيادة ارتفاع السيولة النقدية في مؤسسة النقد العربي السعودي /البنك المركزي/ نهاية الشهر الماضي الى 241 مليار دولار والبنوك التجارية السعودية الى نحو 234 مليار دولار بسبب ارتفاع اسعار النفط العالمية الا ان البطالة لا تزال هاجسا تؤرق الحكومة السعودية.

واتخذت الحكومة السعودية العديد من الاجراءات للحد من زيادة البطالة وسط الشباب السعودي ولكن هذه الاجراءات لم تأت اكلها بعد اذا اثبتت التقارير الرسمية ارتفاع نسبة البطالة في السعودية الى 12 في المائة ووجود اكثر من نصف مليون مواطن ومواطنة يبحثون عن فرص العمل.

ويعد تطبيق نظام /السعودة/ الذي يعني احلال العمالة الوطنية محل العمالة الاجنبية ابرز الخطوات التي اتخذتها السعودية لتوطين الوظائف حيث حصرت الحكومة السعودية عدة انشطة تجارية في كون التوظيف فيها للسعوديين فقط مثل اسواق الخضار والذهب.

وتسعى السعودية الى /سعودة/ جميع محلات البيع ليتم حصرها على المواطنين السعوديين بدلاً من العمالة الاجنبية من خلال ثلاث مراحل تبدأ بإدخال نسبة بائع واحد لكل نشاط ثم نسبة 50 في المائة من اجمالي عدد العاملين في المحلات التجارية لتتم في المرحلة الثالثة نسبة 75 في المائة وابقاء الخبرات الاجنبية المتخصصة فقط.

وفي الوقت الذي تزداد فيه نسبة الطالبين عن العمل من السعوديين، اعلن وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي ارتفاع نسبة العمالة المستقدمة من الخارج خلال العام الماضي الى 99 في المائة عن العام الذي سبقه، موضحاً ان هذه الزيادة لا تشمل العمالة المنزلية والاستقدام الخاص بالجهات الحكومية.

ويأتي هذا الطلب المتزايد على العمالة الاجنبية في السعودية لعدة اعتبارات، ابرزها رخص هذه العمالة المستقدمة وتأهيلها تأهيلاً جيداً للقيام بالاعمال المطلوبة منها، مما ادى الى اعتماد مؤسسات القطاع الخاص عليها في جميع الاعمال حيث تمثل نسبة العمالة الاجنبية في القطاع الخاص السعودي اكثر من 80 في المائة.

وفي ظل تزايد نسبة البطالة في السعودية حذرت دراسة علمية سعودية حديثة من خطورة البطالة على المجتمع السعودي وانحرافه للوقوع في مشاكل اجتماعية وانحرافات سلوكية خطيرة.

واكدت الدراسة التي اعدتها جامعة نايف العربية للعلوم الامنية ان 69 في المائة من السجناء في السعودية ترجع اسباب سجنهم الى عدم توفر وظيفة او مصدر رزق لهم، وان 85 في المائة تعرضت اسرهم لانحرافات سلوكية بسبب غياب ولي الامر.

واوضحت الدراسة ان العمالة السعودية في السوق السعودية تمثل نسبة 12 في المائة فقط فيما تمثل العمالة الاجنبية الوافدة 88 في المائة ويبلغ عددها نحو خمسة ملايين عامل وان هذه العمالة تحول الى الخارج سنوياً مبلغ 55 مليار ريال اي ما يعادل 66ر14 مليار دولار.

من جهة اخرى، اصدر وزير العمل السعودي توجيهاته بإقامة البرنامج الوطني للتدريب و/السعودة/ لتأهيل طالبي العمل غير المؤهلين وتقديم الدعم الكامل للبرنامج الذي سينطلق نهاية مايو المقبل في جميع مناطق السعودية لتأهيل من لم يحالفهم الحظ للحصول على فرص وظيفية وللمساهمة في الحد من نسبة البطالة في السعودية.

وقال ان البرنامج يستهدف في مرحلته الاولى 18 الفاً من خريجي الكفاءة المتوسطة والتعليم العام الذين يمثلون السواد الاكبر لطالبي العمل غير المؤهلين الذين يحتاجون الى تدريب مهني واداري و فني مبني على برامج محددة ومعرفة معايير المهنة عن طريق تدريب اساسي وعلى رأس العمل بعد توفر المنشأة التي تقبل بتدريبهم.

واضاف القصيبي انه تم تحديد 69 برنامجاً لسوق العمل التي قامت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالسعودية بتصنيف مهارتها ومناهجها التدريبية من خلال المعايير المهنية وفق احتياجات سوق العمل.

واعرب الوزير السعودي عن امله في ان يساهم البرنامج في تخريج الشباب في 69 مهنة للعمل في القطاع الخاص، اضافة الى عدد من البرامج ذات الطبيعة الخاصة التي يتم الاعداد لها بالاتفاق مع بعض الشركات وتخريج دفعات جديدة لسوق العمل بناء على عدد المتقدمين للبرنامج.

يذكر ان السعودية يبلغ عدد سكانها وفقا لآخر احصائية في نوفمبر عام 2005 حوالي 6ر22 مليون نسمة من بينهم 53ر16 مليون نسمة من المواطنين السعوديين و14ر6 مليون نسمة من المقيمين الاجانب /العمال واسرهم/.

وتعد السعودية اكبر منتج ومصدر للبترول في العالم حيث تصل حصتها في منظمة البلدان المصدرة للبترول /اوبك/ الى اكثر من تسعة ملايين برميل يومياً، اضافة الى مليوني برميل يومياً للاستهلاك المحلي ما أدى الى اعلانها في ديسمبر الماضي لاكبر ميزانية في تاريخها الحديث قدرت ايراداتها بمبلغ /106 مليار دولار/ ونفقاتها بمبلغ /101 مليار دولار/ لتحقق بذلك فائضا قدره /6 مليار دولار/.

» ما هي اسرع و افضل طريقة لعمل الكبسة السعودية