ما سمي القلب قلبا إلا لتقلبه *** فاحذر على القلب من قلبٍ وتقليبِ
تارة يملؤه الإيمان ويشف ويرف ويرق ..
وتارة ويتكدر بسبب الغفلات والزلات و الهفوات ..
ولكن علينا أن نثق
ا أن :
القلب المتقلب إذا بقي صاحبه يراقبه ويجاهد نفسه ،
فإنه يوشك أن يستقر على خير ان شاء الله
المهم
أن تبقى المحاولة مستمرة ..وان يبقى العزم متوهجا ..
بلا يأس ، ولا ملل .. ولا كلل
وان تبقى النية _ مع العمل _ ثم علينا أن نثق :
أن الله لن يضيعنا حاشاه سبحانه ما دمنا صادقين في الإقبال عليه ..
من ذا الذي أقبل عليه فرده ؟
ومن ذا الذي طرق بابه فطرده ؟
ومن ذا الذي رفع يديه إليه ، فردهما صفرا عليه ؟
بل من هذا الذي أقبل عليه ، فلم يقبل عليه إقبالا مضاعفا
كما وعد بذلك ففي الحديث القدسي :
(من أتاني يمشي أتيته هرولة )
بل وكما جاء في كتابه الكريم :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
فما دمت في جهاد مع نفسك الأمارة من أجل أن تستقيم ..
فثق أنه سيهديك ويوفقك
علينا أن نثق ثقة كبيرة بربنا ومول
جل جلاله
فإنه عند حسن ظن عبده به
علينا أن نتحلى بلسان ذاكر ... وقلب شاكر..
وعقل نديره في التفكر الصحيح في ملكوته وفي أسمائه الحسنى ..
وبدن نوجهه إلى دوائر الطاعات وبذل ما نستطيع
وعند ذلك نثق أننا أقرب مما نتصور ..
أقرب إلى كل خير ..
فإذا حدثت زلة بسبب غفلة عارضة .. وهفونا .. وتعثرنا ..
فلا يضحكن عليك الشيطان الرجيم
ويوسوس لك أنه لا أمل مما تقوم به لأنك لست مقبولا بدليل أنك دائماً تتعثر !!
عجييب ، أصبح الشيطان ناصحا .. !!
إياك وإياه .. بل يجب علينا أن نخزيه .. وأن نقهره .. وأن نغيظه ..
كيف ذلك ..؟
بسرعة العودة إلى الله في ندم ، متضرعين دامعة أعيننا ..
مستغفرين ذاكرين .. ثم نعزم ان نعوض فترة انقطاعنا عن ربنا
بمزيد من عمل الطاعات .. لعل هذه تغطي تلك ..
( .. إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ..)
بهذا سيتعب معك الشيطان .. ولقد ورد في الحديث
أن شيطان المؤمن الصادق مهزول !
صحيح هو لن يتركك .. وسيظل يتربص بك الدوائر
لكن أثره سيكون عابرا وهجماته عليك ستكون قليلة ،
ووطأته تكون أخف بعون الله ..
..لماذا ..؟
لأنك محصن من قِبل الرحمن بما تتقرب به إليه من أذكار وطاعات