]الإحســــــاس بالألــــــــم بين الطــــــــب و القــــرآن .. ؟؟
قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا" ﴿56﴾ سورة النساء
وقال تعالى: (وسٍقٍوا مّاءْ حّمٌيمْا فّقّطَّعّ أّمًعّاءّهٍمً} ( محمد : 15)
الحقيقة العلمية:
كان الاعتقاد السائد قبل عصر الكشوف العلمية أن الجسم كله حساس للآلام، ولم يكن واضحاً لأحد أن هناك نهايات عصبية متخصصة في الجلد لنقل الأحاسيس والألم، حتى كُشف دور النهايات العصبية في الجلد وأنه العضو الأهم لاحتوائه على العدد الأكبر منها. وقسم الدكتور هيد ( Head's, S CLASSIFICATION ) الإحساس الجلدي إلى مجموعتين: إحساس دقيق (EPICRITIC ) يختص بتمييز حاسة اللمس الخفيف والفرق البسيط في الحرارة. وإحساس أولي (PROTOPATHIC ) ويختص بالألم، ودرجة الحرارة الشديدة. وكل إحساس منهما: يعمل بنوع مختلف من الوحدات العصبية كما توجد خلايا مخصصة لاكتشاف التغيرات الخاصة في البيئة (RECEPTORS)، وهي تنقسم إلى أربعة أنواع: خلايا تتأثر بالبيئة الخارجية EXTEROCEPTORS)، وهي مخصصة لحاسة اللمس، وتشتمل على جسيمات (مايسنر) (MEISSNERS CORPUSCLES) وجسيمات (ميرگل) (MERKELS CORPUSCLES ).خلايا الشعر، ونهاية بصيلات كروز: (ERAUSE END BULBES)، وهي مخصصة للبرودة. اسـطو
ت روفيني : (RUFFINI, S CYLINDERS)وهي مخصـصة للحرارة. نهايات الأعصاب الناقلة للإحساس بالألم. واالجلد هو الجزء الأغنى بنهايات الأعصاب الناقلة للألم والحرارة.
كما أثبت علماء التشريح أن المصاب باحتراق الجلد كاملا لا يشعر بالألم كثيرا نتيجة تلف النهايات العصبية الناقلة للألم بخلاف الحروق الاقل درجة(الدرجة الثانية) حيث يكون الألم على أشده نتيجة لإثارة النهايات العصبية المكشوفة. كما أثبت علماء التشريح أيضا أن الأمعاء الدقيقــــة خاليــــة من الداخل من المستقبلات الحسيــة بينما توجد بكثافة عالية في منطقة المساريقا التي تقع بين ال
ق الجداري و الطبقة الخارجية للأمعاء المغلفة بال
ق الحشوي ويوجد في هذه المنطقة عدد كبير من جسيمات ( باسينى ويبلغ حجم ال
ق الجداري 20400 سم مكعب ويساوي نفس حجم الجلد الخارجي للجسم، كما أن متـلقـيات الألـم ( RECEPTORS ) والوحــدات الحـسـية الأخــرى الموجودة في الأحشاء تشبه تلك الموجودة في الجلد.
وجه الإعجاز:
(أ) - بين الله سبحانه وتعالى أن الجلد هو محل العذاب فربط جل وعلا بين الجلد والإحساس بالألم في الآية الأولى وأنه حينما ينضج الجلد ويحترق ويفقد تركيبه ووظيفته يتلاشى الإحساس بألم العذاب فيستبدل بجلد جديد مكتمل التركيب تام الوظيفة ، تقوم فيه النهايات العصبية - المتخصصة بالإحساس بالحرارة و بآلام الحريق - بأداء دورها ومهمتها ؛ لتجعل هذا الإنسان الكافر بآيات الله تعالى يذوق عذاب الاحتراق بالنار .
ولقد كشف العلم الحديث أن النهايات العصبية المتخصصة للإحساس بالحرارة وآلام الحريق لا توجد بكثافة إلا في الجلد، وما كان بوسع أحد من البشر قبل اختراع المجهر وتقدم علم التشريح الدقيق أن يعرف هذه الحقيقة التي أشار إليها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً ... وهكذا تتجلى المعجزة وتظهر آيات الله تعالى .
(ب) - هدد القرآن الكريم الكفار بالعذاب بماء حميم يقطع أمعاء هم في الآية الثانية ، واتضح السر في هذا التهديد أخيراً باكتشاف أن الأمعاء لا تتأثر بالحرارة، ولكنها إذا قطعت خرج منها الماء الحميم إلى منطقة المساريقا الغنية ببمستقبلات الحرارة والألم والنهايات العصبية الناقلة لهما إلى المخ فيشعر الإنسان عندئذ بأعلى درجات الألم .
وهكذا يتجلى الإعجاز العلمي في الإحساس بالألم بالتوافق بين حقائق الطب ومعجزات القرآن الكريم.