الخطبة الثانية
ولي المتقين والصلاة والسلام على قائد الغر الميامين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أخي الحبيب، ارفع يديك إلى الله مولاك كلما شعرت بضيق، ارفع يديك وادع بما شئت، اشك بثك وحزنك إلى الله، اترك دموعك تسيل على خديك، لتخرج ما في نفسك من ضيق وهم وألم.
آخر علاج لهذا المرض هو اختيار الرفقة الصالحة ال
ة الذين يسيرون على منهج الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اترك رفاقك الأولين، ابتعد عنهم، ولا تقترب منهم، وعش مع هذه الرفقة الصالحة، تشعر بطعم الحياة حقاً، وتحس بحلاوة الإيمان صدقاً، عش معهم .. ثم انظر إلى نفسك بعد فترة، انظر إلى حالك انظر إلى صدرك، تجده قد اتسع بعد الضيق، تجده قد استقر بعدما كان يصّعّد في السماء، تجده قد غسل
اً، عندها ستجد للطّاعة لذة وللحياة هدفاً، عش معهم، وتذكر ذلك الذي قال الله تعالى فيه: كَٱلَّذِى ٱسْتَهْوَتْهُ ٱلشَّيَـٰطِينُ فِى ٱلأرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَـٰبٌ يَدْعُونَهُ إِلَى ٱلْهُدَى ٱئْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ[الأنعام71].
أخي الحبيب، يقول الله تعالى: وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَءاتَـٰهُمْ تَقُوَاهُمْ [محمد:17]، ويقول عز وجل: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً [مريم:96].
وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].
أخي الحبيب، قارن بين هذه الحياة السعيدة ال
ة، وبين حياة البعيدين عن منهج الله.
قارن بين المستقيمين الصالحين الطاهرين، وبين الحائرين التائهين، التعساء الأشقياء المليئين بالشك والهموم والقلق، وضيق الصدر.
أولئك الحيارى .. الذين يمثلهم شعر ذلك الشاعر الذي يقول:
جئت لا أعلم من أين ولكنـي أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت، كيف أبصرت طريقي .. لست أدري
بئس الحياة، وبئس العيش، وصدق الله إذ قال في مثل هؤلاء أَرَءيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلاْنْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان:43، 44].
أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا كَذَلِكَ زُيّنَ لِلْكَـٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام:122].
أما لسان حال المؤمن التقي الراجع إلى ربه فيقول:
أنا لسـت إلاّ مؤمنـاً بالله فـي سـري وجهـري
أنا نبضة في صدر هذا الكون كيف يضيق صدري؟
أنـا نطفـة أصبحت إنسانـاً فكيف جهلت قدري؟
ولـم التـرفع عـن تراب منـه يكـون قبـري
إنـي لأعجـب للفتى في لهـوه، أو ليس يدري؟
أن الحياة قصيرة، والعمــر كالأحـلام يسـري.
كُتب بقلم :
صديقتي المتغربة بنت وطني
ولكم تحياتها وتحياتي اختكم في الله { أم طه }
صلو وسلمو ع رسول الله افضل خلق الله
عليه افضل الصلاة وازكى التسليم الى يوم الدين