يرجع تاريخ هذا المبنى الرائع المزين بـ 136 تمثالا لعدد من الشخصيات الشهيرة الى سنة 1837. وهو مقر عمل عميد بلدية العاصمة الذى يدير منه شؤونها ، ويستقبل فيه زوارها الرسميين.
وكانت الساحة الواقعة أمامه - والتى كانت تسمى بميدان الإضراب (عن العمل) ، أو بلاص دو غريف Place de Grève
- مكان تنفيذ أحكام الإعدام قبل قيام الثورة : (شنقا للعامة ، بقطغ الرأس بالمقصلة او بالسيف أو الفأس للموسرين ، أو حرقا للسحرة).
إلا أن إنتخاب ممثلى الشعب لإدارة المدينة لم يتحقق قبل القرن الثالث عشر ، وكان قبلها ممثل يعينه الملك هو من يتولى هذه المهمة.
والمكان رمز سياسي هام ، فالسيطرة عليه ، تعنى بشكل ما السيطرة على كامل العاصمة ، وبعد سقوط سجن الباستي (الباستيل) فى يوليو 1789. إستولى المتمردون على مبني البلدية ، وقتلوا شيخ تجارها بسبب مماطلته بمدهم بما كانوا يطالبون به من سلاح.
أيضا سيطرت حكومة الكومون على المكان وأوت فيه روبسبيير الذى كان مبعدا فى لكسمبورغ.
ومن نوافذه أطلقت قوات المقاومة الفرنسية الوطنية - بعد إستيلائها على المكان - نيرانها على قوات الإحتلال النازية ، تمهيدا لدخول قوات الحلفاء ، لبدء تحرير المدينة ، ثم كامل البلاد.
ويقع المبنى (الذى يمكن زيارته من الداخل كل يوم إثنين من كل أسبوع عند العاشرة صباحا من المدخل الشمالى الواقع خلفه والموجود فى شارع لوبو Rue LOBOU). غير بعيد عن كاتدرائية نوتردام ووسط حي تجارى ضخم ، وتطل الواجهة الغربية على شارع ريفولى Rue de Rivoli التجارى المعروف ، الذى يبدأ عند الباستيل ، وينتهى عند حديقة التويلري.
أما الساحة الفسيحة أمام المبنى فمكان إقامة إحتفالات شعبية ضخمة ، كالإحتفال الشعبي بالعيد الوطنى فى الرابع عشر من شهر يوليو كل عام ، حيث تلتقى جموع المحتفلين للرقص على الموسيقي ، فى حفل شعبي حقيقي ينتهى دائما عند مطلع الفجر ، فى جو يسوده المرح والسعادة ...
الذهاب بالمترو : STATION : HOTEL DE VILLE
LINE : 1 - 11
الذهاب بالباص: BUS : 74 -72
ولقد شهد المكان مرور الأباطرة والملوك والرؤساء والوزراء ... وساهم كل من مر به ، بشكل أو بآخر ، فى الإضافة اليه . ثم ها هو اليوم يبلغ آخر مراحل تطويره الذى توالى على مدى ثمانية قرون.
وفى البداية ، كان القصر مجرد قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190 ، تحاشيا للمفاجآت المقلقة هجوما على المدينه أثناء فترات غيابه الطويلة فى الحملات الصليبية ، وأخذت القلعة إسم المكان الذى شُيدت عليه.
إلا أن فرانسوا الأول هو من أعطي للوفر - بعد إنقضاء 3 قرون على تشييده - إنطلاقته الفنية بتشجيعه لفنون وعلوم عصره ، ولسبب غير معروف ، أثارت القلعة إهتمامه ، فقرر القيام ببعض التعديلات فيها ، ولم يكن ذوقه الرفيع ليتوافق مع طراز العصور الوسطي ، وأنتهى به الأمر الى القرار بهدم القلعة تماما ، وتشييد قصر على نمط وذوق عصره . فكلف المهندس الإيطالى سيريليو بالعمل ، ثم إنتهى بتغييره وبتكليف ليسكو بالمهمة.
فى نفس الوقت الذى بدأ فيه فى إعادة بث الروح فى مفهوم جمع التحف الفنية بتكليف الإيطاليين بريماتيس و أندريا ديلاسارتو بالبحث فى إيطاليا عن أفضل ما سيزين حوائط قصور البلاد.
وعند وفاة الملك فى سنة 1547 ، وعلى الرغم من قلة عدد مجموعة التحف الملكية حينئذ ، إلا أنها كانت تضم 12 لوحة من أجمل لوحات المتحف الحالية ، منها 4 لوحات لــ (رافائيل) و 4 لوحات لــ (ليوناردو دافنشي).
أمر هنرى الرابع ببناء جناح الملك الكبير ، ولم يسكنه بسبب ضيقه. إلا أن القصر صار محل الإقامة الرسمي لكل من (فرانسوا الثانى) و (شارل التاسع) و (هنرى الثالث) ، أما (هنرى الرابع) ، فلقد أعطى للساحة المربعة شكلها الحالى ، وأمر بتعديل ممر (أبوللو) ومد الممر البادئ عند ضفة النهر حتى (حديقة التويلرى)... وأدى بناء قصر حديقة لكسمبورغ تحقيقا لأمر (كاترين دومديسيس) الى إبطاء العمل فى قصر اللوفر.
وبدوره قرر لويس 13 مواصلة البناء ، وبحيث تضاعفت المساحة المسكونة من القصر ، وتضاعفت مساحات ساحاته أربع مرات . وفى عهد لويس 14 ، أقتصر العمل على صيانة وتجميل القصر من الداخل ، وأدت عدم إثارة المكان لإهتمام الملك الى التخلى عنه .
لكن ولحسن الحظ ، لم يتخل لويس 13 عن مواصلة تجميع التحف الفنية ، فقد كان عدد اللوحات ساعة صعوده العرش لا يتجاوز المأتين ، وبلغ عددها عند وفاته أكثر من الفين ، وإن كانت موزعة على قصور فرساى وفونتنبللو ولكسمبورغ.
وأُهمل القصر حتى قيام الثورة التى أحيت فكرة إنشاء متحف يمكن الجمهور من رؤية الكنوز الفنية الكثيرة ، وهى الفكرة التى كان سانين قد أقنع الملك لويس 15 بأهمية تنفيذها.
وفى 26/6/1791 أعلن النائب باربير عن قيام (متحف رائع)... إلا أنه توجب إنتظار شهر أغسطس 1792 ، ليتم تكليف لجنة بإختيار التحف واللوحات التى سيتم عرضها.
وأفتتح (متحف الجمهورية) أو (المتحف الفرنسي) فى 8/11/1793 ، ثم تقرر إغلاقه بعد مضي ثلاث سنوات بسبب أعمال الصيانة التى تمت فيه ، وأعيد إفتتاحه فى عام 1799 بإسم (المتحف المركزى للفنون) . ثم تغير إسمه مكررا ليصبح (متحف نابليون).
وكانت حملات الجمهورية ، ثم الإمبراطورية المنتصرة والعديدة قد ساهمت فى إثراء المتحف ، فتراكمت فيه أهم أعمال المدن الإيطالية الفنية ...
وساهم نابليون الأول بدوره فى تعديل معمارية القصر ، فتمت صيانة أعمدته ، ونحت واجهته المطلة على النهر .. وأستمر العمل فى تعديل قاعاته ، ودُرس مشروع ربط قصر اللوفر بقصر التويلري ليكونا قصرا واحدا إلا أن خسارة معركة ووترلو ، وقدوم المتحالفين وقيامهم بالإستيلاء على أكبر قدر ممكن من الكنوز المتراكمة دون أن يتمكن من إعتراضهم احد ... - وإن كان قد تم القيام بتوزيع أكبر عدد ممكن من التحف الفنية ، حتى لا تقع بين ايدى المنتصرين الجدد ، فى كامل أنحاء فرنسا بإهدائها الى الكنائس ومتاحف المقاطعات -... وقد أدى كل ذلك الى التخلى عن مشروع القصر/المتحف ، مؤقتا على الأقل.
ولم يمنع الوضع السياسي حينها لويس 13 عن مواصلة إغناء القصر بعدد من التحف الفنية النادرة ، كتمثال فينوس ربة الجمال (للنحات ميللو) ، والإنتهاء من نحت الأجزاء الداخلية من القصر.
الذهاب بالمترو : STATION : Palais Royal-Musée du Louvre
LINE : 1
الذهاب بالباص: BUS : 21- 24 - 27 - 39 - 48 - 67 - 68 - 69
72 - 75 - 76 - 81 - 85 – 95
يوجد خلف ميدان تروكاديرو ما يسمي بــقصر شايو Palais du Chaillot وبرج إيفل...
ويفصل قصر شايو ميدان تروكاديرو عن البرج ، والقصر مجمع لعدد من المتاحف الهامة.
وكان قصر شايو جناحا من أجنحة المعرض الكوني (1878) ، وأخذ شكله الحالى بمناسبة معرض آخر أقيم سنة 1927. وهو يتكون من جناحين يشبهان ذراعين مفتوحتين لضم الساحة المواجهة ، والبرج ، وحدائق شامب دو مارس Champ du Mars ، والمدرسة العسكرية Ecole Militaire ... التى تقع جميعها فى مواجهته.
وتزين الساحة الفسيحة الواقعة أمام القصر أحواض مائية ضخمة ، ونافورات ، ويفصلها عن البرج جسر الأينا.
وتقع أيضا خلف القصر ساحة رخامية مرتفعة ، تمكن الزائر من إلقاء نظرة شاملة على البرج وعلى الحدائق المحيطة المنبسطة كسجادة خضراء.
ويضم قصر شايو كما لمحنا عدد من المتاحف ...، فى الجناح الأيمن (من ناحية ميدان تروكاديرو):
متحف البحرية Musée de la Marine ، ويضم نماذج مصغرة عديدة لسفن ومراكب شهيرة (كسفينة سانتا ماريا ، التى قام كريستوف كولومبوس على متنها بأول رحلاته لإكتشاف العالم الجديد).
متحف الأنسان Musée de l'homme ، ويضم مجموعات ضخمة وهامة من أعمال ومقتنيات علماء الأجناس والإناسة ، ويبين بالصور والرسوم والوسائل التوضيحية المختلفة طرق معيشة عدد من الأجناس البشرية المختلفة ، كما يضم مجموعات من التحف الفنية لكثير من الحضارات (الصين ، المايا ، المنغول ، الأزتك ، ماليزيا ...).
وفى الجناح الأيسر (من ناحية ميدان تروكاديرو):
متحف المعالم الفرنسية Musée des Muniments ، ويحتوى على أعمال مقلدة لأهم معالم مختلف المناطق (والمدارس الفنية) الفرنسية على مر العصور ، بالإضافة الى مجموعة ضخمة من الرسوم الزيتية الحائطية المقلدة .
متحف السينما Musée du Cinéma ، ويشمل كل ماعلاقة له بالسينما ، بدءا بأول آلات التصوير والعرض السينمائية ، وأزياء وديكور وبلاتوهات عدد من الأفلام الفرنسية الشهيرة ، وهو يتكون من قرابة ستين قاعة مخصصة لصناعة السينما فى فرنسا ، ومخصصة لتاريخ تلك الصناعة. كما توجد فى طرف هذا الجناح المكتبة السينمائية (او السينماتك) Cinématique التى تعرض من ثلاثة الى أربعة أفلام يوميا (ليست بالضرورة أفلاما تجارية أو ترفيهية) ، وهى ملتقى هواة وطلاب ومخرجى الفن السينمائى.
وحين تعبر الساحة ، وتنزل الدرجات التى تقود الى النافورات والأحواض المائية المزينة بكثير من التماثيل البرونزية والحجرية الجميلة (وهى محل عروض مائية موسيقية فى أمسية الصيف) ، وفى الحديقة الواقعة يسارا ، ستعثر على مبنى صغير مخصص للأحياء المائية Aquarium ، وبالتحديد لأسماك المياه العذبة .
ثم وبإجتياز جسر الإينا ، وعلى ضفتى النهر ، توجد محطات قوارب النزهة البحرية (وبعضها مزود بمطاعم) التى تمكنك من القيام بنزهة وزيارة جميلة لمعالم باريس ، بعبور النهر الذى يخترق المدينة على طول 13 كيلومترا.
وتحت برج إيفل (الواقع بعد الجسر مباشرة) تمتد حديقة شامب دو مارس ، وفى طرفها (أى فى مواجهة قصر شايو) يوجد مبنى المدرسة العسكرية. وكانت الحديقة تتبع المدرسة (56/1767) ، إلا أنها أفتتحت للجمهور عام 1780 ، وأصبحت مقرا للمعارض والأسواق الشعبية ، ... وانتهت بأخد شكلها الحالى بعد بدء العمل فيها سنة 1908 ، والذى أستمر عشرين عاما.
الذهاب بالمترو : STATION : Trocadero
LINE : 6
الذهاب بالباص:
وشهدت الكاتدرائية بالطبع عدد من الأحداث الدينية والتاريخية الهامة ، كرد الإعتبار لجان دارك وزواج هنرى الرابع ، وتتويج نابليون إمبراطورا ....
إلا أن الثورة العلمانيه هدمت التماثيل (28 تمثالا) ، وأذابت معظم أجراس الكاتدرائية (متبق منها واحد فى أحد برجى الكاتدرائية ، يبلغ وزنه 12 طنا).
ولقد ساهم فيكتور هوغو بروايته الشهيرة (نوتردام دوباري) التى ترجمت الى العربية بعنوان أحدب نوتردام فى إثارة إهتمام السلطة السياسية حول الكاتدرائية ، فبدأ العمل على صيانتها تحت إشراف المهندس فيولى لودوك.
ولم تلم بالكاتدرائية كثير من الإضرار ، إذ خرجت سالمه من تمردات القرن 19 وقصف حروب القرن العشرين . وتم فيها الإحتفال بإنتصار 1944 (إنتصار الحلفاء) إنتصارا على مستوي الحدث - هذا الإحتفال الذى نجى فيه الجنرال شارل ديغول من محاولة لإغتياله .
وتتركب واجهة الكاتدرائية من ثلاثة بوابات ضخمة هى - من اليمين الى اليسار - حين تكون فى مواجهتها : بوابة القديسه آن وبوابة القيامة ، وأخيرا بوابة العذراء.
ويبلغ طول كل برج من برجي الكاتدرائية 69 مترا ، ويمكن صعودها بركوب الـ 286 سلمة ، لتتمكن من أعلاها من رؤية قصر العدل ، أو الجسور التى تربط جزيرة (لاسيتى - او المدينه -) ببقية العاصمة... وتزين الواجهة (وردة) زجاجية مركبة وملونه يبلغ قطرها 51 مترا.
أما داخل الكاتدرائية ، فقاعة ضخمة يبلغ طولها 120 مترا وعرضها 50 مترا وارتفاعها 52 مترا ، وبحيث يمكنها إستقبال قرابة الــ 9000 شخص ، ويبلغ قطر كل عمود من الأعمدة الحاملة للسقف 5 أمتار.
خلفية الكاتدرائية (التى تكاد تواجه معهد العالم العربي) ذات نمط معماري يرجع الى القرون الوسطي ؛ وهى تركيبة هندسية رائعة من الأقواس التى يبلغ طول اطولها 15 مترا ، وهى من تصميم المهندس جان رافى (القرن 14).
وفى منتصف عام 1999 وأثناء القيام بصيانة وتنظيف الواجهة التى كان قد شرع فى القيام بها سنة 1998 تطلبت اعمال الصيانة تغطية كافة الواجهة ، وأستغل بعض اللصوص ذلك فى القيام بسرقة بعض التماثيل الثمينة التى تزينها.
الذهاب بالمترو : STATION : CITE
LINE : 4
ولقد لعبت المنطقة دورا هاما فى تاريخ العاصمة... إذ إنطلقت منها شرارات حكم الكومون Commune ؛ ثم ومنذ بداية القرن التاسع عشر صارت قطبا يجذب اليه الفنانين (فان غوغ ، بيكاسو ، رونوار ...).
وسيطر حى مونمارتر لفترة طويله على الحياة الفنية والأدبية فى كامل المدينه .. وهو يضم عدد من المعالم السياحية والفنية والدينية التى تستأهل الزيارة : .
ميدان بلانش Place Blanche (مترو رقم 2 - محطة Blanche - الحافلة رقم 30) وفيه ملهى الطاحونة الحمراء Moulin Rouge الشهير (1889) .
ويرتبط ميدان بلانش بميدان شهير آخر هو ميدان البيغال Place Pigalle (مترو : خط رقم 2 - محطة Pigalle - الحافلة رقم 30) عبر شارع ضخم هو بولفار كليشي Boulevard Clichy الذى تزحم أرصفته المطاعم والمقاهى ... أما ميدان البيغال نفسه فيعيش الليل بشكل مختلف تماما عن النهار فهو محل لكثير من علب الليل والنوادى الليلية ووكر لمحلات الجنس.
إلا أن أهم المعالم فى الحى هو كاتدرائية ساكرى كور Sacré Coeur البيضاء اللون والمشيدة على قمة الهضبة ، والتى كان قد بدأ العمل فيها عام 1876 - بعد حملة تبرعات وطنية - وأنتهى عام 1919 .
وبالكاتدرائية 4 قباب صغيرة وقبة كبيرة بداخلها جرس من أكبر الأجراس فى العالم (19 طنا) . وتتميز بعماريتها الشرقية الواضحة... وهى ذات قاعة رحبة وجميلة للغاية . اما من الساحة الواقعة امامها فبأمكان السائح إلقاء نظرة بانورامية على جنوب باريس.
الذهاب بالمترو : STATION : ANVERS - ABBESSES
LINES : 6 - 12
الذهاب بالباص: BUS : 66 - 30 - 31
(يتبع)