كما أن العطايا لايوفق لها إلا الله فـــــــــــلايثيب عليها أحد إلا الله. ونحن نظن أن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن علم الملائكة يبقى محــــــــــــدودا. فالملك يكتب ماهوظاهر، أما الشيء الذي يُسِرُّهُ الإنسان في قلبه، ولايطلع عليه الملائكة،يعلمه الله قطعا ومادام لايعلمه أحد إلا الله، فلن يثيب عليه أحد إلا الله.
وأعظم مايمكن أن تنفع به نفسك، أن ينطوي قلبك على سريرة لايعلمها إلا الله، تـتعبــــــــد الله فيها مـــــــابين الحين والآخر.ولوجلست في أعظم المجالس دفعا للحديث، ولوكانت بيدك الأقلام أن تكتب وحولك الناس يستمعون، أوكنت حتى مع أسرتك و خلانك في سفرك، أو في وقت راحتك وأنت تبثهم ماتشتكي، أو تقول لهم ماتعلم، تُبقي على تلك السريرة خفية لاترجوا بها إلا ثوابا من عند من يعلمهـــــــــــــا لاإله إلاهو.
والله يقول وقولـــــــــــه الحق: {فلاتعلم نفس ماأخفي لهم من قرة أعين جزاء بمــــــــا كانوا يعملون}، فكما أنهم أخفوا أعمالهم عن كل أحد، أخفى الله _جل وعلا_ ثوابهم عن كل أحد، والله يقول وقولــه الحق:{ومن أوفى بعهـــــــــــــده من الله} والمعنى لاأحد أوفى بعهده من الله.
والله سيخذلك أقرانك، وسيحبطك أصدقاؤك، وستمنعك زوجتك، وسيغضب عليك ولدك، وسينهاك أبواك . لكن كل هؤلاء على جليل مكانـتهم مخلوقون من خلق الله.
فــــــــلايكن بين عينيك أحد ترجوا رضاه إلا الله.